أعلنت الدكتورة هند عبداللاه- مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، عن إجراء بحث حول استخدام أشعة جاما لحفظ ووقاية الغذاء الذي سيتم تخزينه أو شحنه للتصدير لفترات طويلة تتراوح مابين الشهرين أو أكثر وذلك لتثبيط فطري الأسبرجلس فلافوس والأسبرجلس أوكراشياس والذي ينتج من خلالهما أخطر السموم الفطرية والتي تعتبر من أهم مسببات السرطان للإنسان وخاصة سرطان الكبد والكلية، بالإضافة إلى تثبيطها للجهاز المناعي فضلاً عن كونها سبباً في حدوث طفرات وراثية وتشوهات خلقية.
وأشارت عبداللاه إلى أنه تم نشر البحث، والذي أعده الدكتور أحمد سباعي- الباحث الأول بالمعمل بالإشتراك مع د. علا خليل، أ.د. علي حماد الباحثين بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع (NCRRT)، هيئة الطاقة الذرية المصرية (EAEA)، في أحد أهم المجلات العلمية الدولية التابعة لدار النشر الهولندية (السفير) (Toxicon, Volume 198, 30 July 2021, Pages 111-120) وتعتبر المجلة ذات معامل تأثير (3.03)).
واوضحت ان ذلك يأتي في إطار قيام المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية بدوره في البحث العلمي والتعاون مع الجهات العلمية والبحثية المختلفة من خلال باحثيه.
واضافت ان مصر تعد من بين العديد من الدول ذات المناخ المرتفع لدرجات الحرارة والرطوبة، وهذه الظروف تساعد على نمو الفطريات وإنتاج السموم الفطرية في الغذاء. ففي الأساس تكون أكثر المنتجات الزراعية عرضة للإصابة هي الحبوب والمكسرات والتوابل والبذور الزيتية ومنتجات الكوكا والقهوة وبعض الأعشاب.
وقالت انه بالنسبة لإنتاجنا المحلى فان الحبوب عرضة للتلوث بالفطريات؛ بعضها يسبب التلف فقط والبعض الآخر ينتج بعض السموم الفطرية التي تسبب تهديدًا صحيًا خطيرًا للإنسان والحيوان ومن أشهرها وأكثرها تواجد وحده في التأثير السلبي للصحة. Aspergillus flavus و Aspergillus ochraceous و تنتج تلك الفطريات أكثر السموم الفطرية سميه في الغذاء هي والأفلاتوكسين والأوكراتوكسين ؛ وتسبب الأفلاتوكسينات السرطان للإنسان فهى مركبات مسرطنة للكبد في الأساس من النوع الأول وكذلك الأكراتوكسين مسبب للسرطان وتصنف من النوع التانى ومن السموم الكلوية القوية التي تسبب تلف الكلى.
وأكدت ان الهدف الأساسي من إجراء هذا البحث هو الوصول لحل هذه المشكلة في الغذاء المصاب أو وضع إجراءات تمنع الإصابة من الأساس وقد توصل الباحثون إلى استكشاف آثار جرعات إشعاع جاما على نمو A. flavus و A. ochraceus في الذرة الصفراء وكذلك على إنتاج الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين، لافتة الى انه تمت الموافقه على تقنيه تشعيع الأغذية وإقرار استخدامها من قبل العديد من الهيئات الوطنية والاقليمية والدولية كإجراء فعال وأمن من الوكاله الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
واوضحت انه من أهم نتائج البحث أن يتم تشعيع شحنات الأغذية المحتمل تعرضها للإصابة الفطرية خصوصا فطر الاسبرجلس بأشعه جاما بمقدار 6 kGy بالتنسيق مع الهيئه المصريه للطاقه الذريه ، وهذا الإجراء يمنع الإصابة خلال شهرين إلى ثلاث أشهر إذا كانت الشحنة موجهة للسفر أو للتخزين خلال هذه الفترة ونجحت في تثبيط فطري الإسبرجلس محل الدراسة بشكل كامل ، وتعد هذه الطريقة استباقية و فعالة حتى فى ذروة وجود ونشاط الفطر وإنتاجه للسموم الفطرية (الأفلاتوكسين والأكراتوكسين).
كما تضمنت الدراسة أفضل معدلات تخلص بنسب 40.1٪ ، 33.3٪ ، 61.1٪ لسموم الأفلاتوكسين B1 ، والأفلاتوكسين B2 ، والأوكراتوكسين A ، على التوالي عند جرعات أعلى من التشعيع ولا ينصح بها عند 20.0 kGy وهنا يجب التنويه بأن الإتجار مع دول الاتحاد الأوروبى في المحاصيل الغذائية يقبل إلى حد الإشعاع ب 10 kGy.