أعادت أزمة الوقود في لبنان، الاهتمام مجددا من جانب شريحة من المواطنين شرق البلاد، بوسائل النقل البدائية والمجانية، عبر الحمير.
يأتي ذلك في ظل تصاعد أزمات النقل والمواصلات.
وعادت الحياة شبه بدائية في عديد المناطق داخل لبنان، بسبب شح وفرة الوقود داخل الأسواق المحلية، بسبب عجز البلاد عن توفير النقد الأجنبي اللازم للاستيراد، حتى وإن كان متوفرا فإن أسعاره ليست في المتناول.
واليوم، ارتفع الطلب على الحمير كوسيلة نقل في بعض المناطق والأرياف داخل البلاد، إذ بلغ سعر الحمار قبل نحو شهرين قرابة 100 دولار أمريكي ويصل في بعض الأحيان 200 دولار، قبل أن يصعد إلى متوسط 500 دولار حاليا.
وإلى جانب كونها وسيلة نقل، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مواطنين قولهم إنهم وجدوا ضالتهم حيث يقطنون شرق البلاد، فالحمير عززت موقعها كأداة لنقل السلع والمياه من بعض الينابيع في ظل شح المياه الصالحة للشرب، القادمة من البلديات.
ويرى البعض أن الحاجة أصبحت ملحة لاقتناء الحمير في لبنان واستخدامها، ويقولون إنها اليوم “بديل أساسي عن الانتظار في طوابير الذل على محطات تعبئة الوقود لجمع المحاصيل والانتقال إلى الأراضي الزراعية المهددة بالتلف”.
وحتى قبل شهرين، كان الحديث عن استبدال السيارات الفارهة بالحمير، موضوع نكتة وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتحول إلى واقع في أغسطس 2021.
ويواجه اللبنانيون أسوأ أزمة مالية واقتصادية في تاريخ لبنان الحديث، وقد تراجعت معها قدرة مصرف لبنان على تلبية دعم الأدوية والمواد الأساسية والمحروقات، ما أدى إلى انخفاض مخزونها، وعدم توافر المحروقات في غالبية محطات الوقود التي أقفل قسم كبير منها.