وزير الإسكان يُشارك في احتفالية مرور 50 عامًا على استقلال جمهورية أنجولا
نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، شارك المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في الاحتفال بمرور ٥٠ عامًا على استقلال جمهورية أنجولا، حيث ألقى كلمة بهذه المناسبة أعرب خلالها – نيابةً عن حكومة جمهورية مصر العربية – عن تهنئة الدولة المصرية إلى حكومة وشعب جمهورية أنجولا بمناسبة احتفالهم بالعيد الوطني للاستقلال، وعن خالص التقدير والامتنان للسفير الأنجولي وممثلي السفارة، على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، والذي يمثل تجسيد حيّ لروح الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين.
وقال وزير الإسكان: منذ فجر العلاقات بين مصر وأنجولا، كانت شراكاتنا تقوم على رؤية مشتركة تعتمد على الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون البنّاء في مختلف المجالات، وقد مثّل دعم مصر لاستقلال أنجولا في ستينيات القرن الماضي، واستضافتها لأول مكتب إقليمي لحركة التحرير الأنجولية في القاهرة عام 1965، بداية شراكة قائمة على التضامن والنضال من أجل الحرية وتقرير المصير.

وأضاف وزير الإسكان، أنه في السنوات الأخيرة، شهدت هذه الشراكة زخماً ملحوظاً، تجلّى بوضوح في الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنجولا في يونيو 2023، وهي أول زيارة لرئيس مصري منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1976، وقد جسدت تلك الزيارة التزام مصر الحقيقي بالارتقاء بعلاقاتها مع أنجولا إلى آفاق أوسع، واستمر هذا الزخم بزيارة فخامة الرئيس جواو لورنسو إلى القاهرة في أبريل 2025، والتي أكدت المسار الطموح والمتنامي لعلاقة تتجاوز الأطر التقليدية وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون التنموي.
وفي هذا السياق، قال المهندس شريف الشربيني: أودّ أن أؤكد – باسم الحكومة المصرية – أن مصر تولي اهتماماً خاصاً بتوسيع تعاونها مع أنجولا في مجالي الإسكان والبنية التحتية، وهما مجالان يرتبطان مباشرة بمهام وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية التي أتشرف بتمثيلها اليوم، وتنظر مصر إلى أنجولا كشريك استراتيجي، وتؤمن بأن خبرتها الواسعة في إنشاء المدن الجديدة، وتطوير برامج الإسكان الاجتماعي، ورفع كفاءة البنية التحتية الحضرية، تمثل فرصة ثمينة لتحقيق المصالح المشتركة والتنمية المتبادلة.

وأضاف وزير الإسكان أن مشروعاتنا في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والمياه والنقل والمدن الذكية تجعلنا لا نعمل كمستثمر أو منفّذ فحسب، بل كشريك حقيقي يتشارك رؤية موحّدة ويسهم في خلق قيمة مضافة لشعبي البلدين، وقد بدأت الشركات المصرية بالفعل استكشاف السوق الأنجولية، ومع سعي أنجولا إلى ترسيخ مسارها نحو التنمية المستدامة، فإن مصر على أتمّ الاستعداد لتقديم خبرتها ومعرفتها لدعم هذا التوجّه، وفي هذا الإطار، يُعدّ مشروع ممر لوبيتو التنموي مثالاً واعداً على المشاريع الإفريقية التحويلية التي تجسّد رؤيتنا المشتركة لمستقبل القارة.
وأكد وزير الإسكان أنه على الصعيد الاقتصادي والتجاري، ورغم أن حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين لا يزال متواضعًا، فإن ذلك لا يعتبر عائقًا، بل فرصة للتوسع، فقد مهد منتدى الأعمال المصري – الأنجولي، الذي عُقد في أكتوبر 2024 بمشاركة قوية من الحكومتين والقطاع الخاص، الطريق أمام إقامة شراكات جديدة في مجالات الأدوية والزراعة والصناعات الكيماوية وغيرها من القطاعات التي تمتلك فيها مصر خبرة كبيرة، ونرحّب بالجهود الجارية لتنظيم بعثة أعمال إلى أنجولا في المستقبل القريب، وهي مبادرة تعكس متانة الروابط المتنامية بين بلدينا ورغبتنا المشتركة في تعميق التعاون في هذه المجالات الحيوية.