فى حوار مع الدكتور إجناسيو جونزاليس سواريز منصب مدير التواصل العلمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا – بفيليب موريس انترناشونال، حول سياسة تقليل المخاطر لمنتجات فيليب موريس الخالية من التبغ، قال إننا قمنا بتطوير برنامج تقييم علمي شامل يطبق نفس المعايير والممارسات المعتمدة في قطاع الادوية لتقييم تقليل المخاطر المحتملة لمنتجاتنا الخالية من الدخان، وبما يتماشى أيضا مع توجيهات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتقييم منتجات التبغ المعدلة المخاطر وفقا لمعايير الجودة العالمية، والممارسات المعملية الجيدة والممارسات السريرية الجيدة، وقد نتج عن تطبيق هذا البرنامج نشرأكثر من 400 منشور علمي تمت مراجعته من قبل الخبراء وفصولاً من الكتب تعرض بياناتنا وممارساتنا منذ عام 2008.
اما عن خطواتها البحثية فأوضح سواريز أنها كالتالي..أولا نخضع التركيب الكيميائي للايروسول المنبعث من منتجاتنا،لابحاث دقيقة لإثبات عدم وجود احتراق،و إظهارانخفاض مستويات المواد الكيميائية السامة مقارنة بدخان السجائر. ويتبع ذلك دراسات ما قبل السريرية (مخبرية) لإثبات أن الانخفاض في مستويات السموم يترجم إلى انخفاض السمية. ثم نجري دراسات سريرية لإثبات أنه عندما يتحول المدخنون البالغون إلى المنتجات الخالية من الدخان، يمكنهم تقليل التعرض للمواد السامة. أخيراً، نجري دراسات ما بعد التسويق لفهم كيف يتم استخدام المنتج بعد تسويقه. إذا أردنا فعلياً الحد من الضرر، لا يكفي أن يكون لدينا منتج يقلل الضرر الفردي، ولكن أيضاً أن يسمح للمدخنين البالغين، الذين قرروا الاستمرار في التدخين بالتحول كلياً الى تلك المنتجات والابتعاد عن السجائر. في الوقت عينه، من المهم أن لا يجذب المنتج غيرالمدخنين أو المدخنين السابقين.
وقد أجرينا على سبيل المثال، 12 دراسة ما قبل السريرية و 10 دراسات سريرية لنظام تسخين التبغ لدينا أظهرت نتائجها عدم وجود احتراق، كما أن مستويات المواد السامة إنخفضت بمعدل يفوق 90٪ مقارنة بدخان السيجارة المرجعية. علاوة على ذلك، تُظهر دراساتنا السريرية أنه عندما يتحول المدخنون البالغون إلى منتج التبغ المسخن، فإنهم يقللون من تعرضهم للمواد السامة مقارنة مع أولئك الذين يستمرون في التدخين وان مستوى هذا الانخفاض هو مشابه – وإن لم يكن نفسه – للانخفاض الملحوظ عند الإقلاع عن التدخين. أخيراً، تُظهر دراسات ما بعد التسويق التي أجريناها في بلدان مثل اليابان وألمانيا وإيطاليا أن الغالبية العظمى من مستخدمي منتج التبغ المسخن كانوا يدخنون السجائر سابقاً بينما استخدامه من قِبل غير المدخنين أو المدخنين السابقين هو قليل جداً.
وتابع، ان أفضل خيار يمكن للمدخن إتخاذه هو دائماً الإقلاع عن التدخين، ولكن بالنسبة لأولئك الذين لا يقلعون عنه، فإن الإثباتات العلمية تظهر أن التحول إلى نظام تسخين التبغ لدينا هو خيار أفضل بكثير من الاستمرار في التدخين.
ولماذا توجد آراء متناقضة حول أضرار منتجات التبغ المسخن؟
الاراء والنقاشات وحتى الجدل هي من ضروريات التقدم العلمي،ولكن المشكلة تكمن فيما إذا في تحول الأمر إلى حالة من الاستقطاب أو نقاشٍ غير بنّاء،يمنعنا من المضي قدماً.
أضاف، يقر العديد من الخبراء وهيئات الصحة العامة اليوم بأن بدائل السجائر مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن هي أقل ضرراً من السجائر بشكل عام. في الواقع، يتمحورالنقاش الرئيسي حول أهمية الدورالذي يمكن ان يلعبه الحد من أضرار التبغ في الصحة العامة باعتباره الركيزة الداعمة للإقلاع عن التدخين والوقاية منه.
ويرى البعض بأنه نظراً لكونها غير خالية من المخاطر (حتى لو تم تخفيض مستويات السموم، لم يتم القضاء عليها كلياً) فإن هذه المنتجات تشكل خطراً على غير المدخنين والشباب، لذلك يقومون بمساواتها بالسجائر. هذه المخاوف منطقية وبالتالي من المهم حماية غير المدخنين. ولكن في الوقت نفسه، لا يمكننا تجاهل وجود حوالي مليار مدخن في العالم. لذلك يدعم العديد من الخبراء مناهج الحد من الضرر باعتبارها عنصر مكمل لاستراتيجيات منع التدخين والإقلاع عنه.
شهدنا مؤخراً تداول أخبار في وسائل الاعلام في دول مجلس التعاون الخليجي مفادها ان بدائل السجائر مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن هي بالفعل أقل ضرراً من السجائر من حيث الُمكونات التي تحتويها ولكنها بالرغم من ذلك تحتوي على مواد مسرطنة لذلك لا تزال ضارة. ما رأيك في ذلك؟
أعتقد أن الإقرار بأن منتجات مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن هي أقل ضرراً من السجائرهو تطور إيجابي . ويتماشى هذا الإقرار مع رأي العديد من الخبراء وهيئات الصحة العامة كما تدعمه مجموعة كبيرة من الاثباتات العلمية. على سبيل المثال، يتم تقليل مستويات المواد الكيميائية الضارة والتي قد تكون ضارة، في الايروسول لنظام تسخين التبغ الخاص بنا، بمعدل يفوق ال 90٪ مقارنة بدخان السيجارة المرجعية.
ولكن من المهم جداً أن نفهم أن منتجات السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن ليست خالية من المخاطر فحتى لو تم تقليل مستويات المواد السامة، فانه لا يتم التخلص منها كلياً. وبالتالي هذه المنتجات ليست مخصصة لغير المدخنين أو للمدخنين السابقين. إن الخيار الأفضل الذي يمكن للمدخن إتخاذه هو دائماً الإقلاع عن التدخين. أما بالنسبة لأولئك الذين لا يقلعون عنه، فإن التحول الكامل إلى منتجات بديلة مثبتة علمياً ومشَّرعة هو خيار أفضل من الاستمرار في التدخين.
كيف برأيك ينبغي تشريع هذه الفئة الجديدة من المنتجات؟
من المؤكد أن الإقلاع عن استخدام التبغ والنيكوتين كلياً هو أفضل طريقة للمدخن لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين، لكن العديد من المدخنين يستمرون في التدخين. على الرغم من أن المخاطر الصحية للتدخين معروفة بشكل عام، إلا أن هناك حوالي مليار مدخن في العالم اليوم. إذن السؤال هو، ما الذي يمكن فعله أكثر؟
السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن ليست خالية من المخاطر، ولكن هناك العديد من الأدلة العلمية التي تُشير الى أنها تشكل خياراً أفضل للمدخنين البالغين من الاستمرار في التدخين. ولكن لسوء الحظ، لا تزال المعلومات الخاطئة والمضللِة حول هذه المنتجات كثيرة.
كما هو الحال مع التحديات الرئيسية الأخرى في المجتمع، أعتقد أن الموضوعية والمشاركة والإقرار بالأثباتات العلمية هو أمر اساسي. يوضح لنا العلم أن منتجات التبغ والنيكوتين ليست كلها متشابهة وأن السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن مختلفة تماماً عن السجائر.
ينبغي أن تهدف السياسات والتشريعات الفعالة إلى تحقيق التوازن الصحيح، أي حماية غيرالمدخنين والشباب من البدء في التدخين، وتشجيع المدخنين على الإقلاع عنه. كذلك إفساح المجال للمدخنين البالغين الذين قد يستمرون في التدخين، بالوصول إلى بدائل للسجائر مثبتة علمياً .
لذلك يجب أن تتبع التشريعات نهجاً منطقياً يتناسب مع المخاطر بحيث تخضع المنتجات الأكثر ضرراً، أي السجائر، للتشريعات الأكثر تقييداً. بينما ينبغي وضع إطار تشريعي مختلف للمنتجات التي يُثبت علميا ان مستويات المخاطر لديها أقل. بالتالي من المهم أن توضح التشريعات التي تستند الى العلم وتتلائم مع المخاطر، بأن منتجات التبغ ليست جميعها تحتوي على المخاطر نفسها، ثم ينبغي التأكد من ان المدخنين البالغين يمكنهم الحصول على المنتجات الأقل ضرراً والوصول الى المعلومات الدقيقة التي يحتاجونها لاتخاذ قرارات أفضل بشأن صحتهم.
ذكرت أن منتجات التبغ المسخن ليست خالية من المخاطر، هل يمكن أن توضح ذلك؟
انه سؤال مهم للغاية، ولكن قبل الاجابة عليه، دعنا نفكر في مصدر الضرر الناجم عن التدخين، عندما يحترق التبغ في السيجارة، فإنه يولد دخاناً. هناك الآلاف من المواد الكيميائية في الدخان وحوالي مائة منها تعتبر إما ضارة أو يُحتمل ان تكون ضارة. يُعتبر التعرض المُزمن لهذه المواد الكيميائية الضارة بالتحديد السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، مثل السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو انتفاخ الرئة. وفي حين أن النيكوتين يسبب الإدمان ولا يُعتبر غير ضار، إلا أنه ليس السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.
ان منتجات التبغ المُسخَّن والسجائر الإلكترونية هما فئتان مختلفتان، ولكن القاسم المشترك بينهما هو أن كليهما مُصَممان للتسخين وتفادي عملية الاحتراق. تعمل منتجات التبغ المسخن، كما يشير الاسم، على درجات حرارة تسخن التبغ دون احتراقه، وبالتالي لا تولد دخاناً، بل تولد الايروسول الذي يحتوي على تركيبة كيميائية مختلفة تماماً. لا تحتوي السجائر الإلكترونية على التبغ، ولكنها تحتوي على سائل يتم تسخينه أيضاً لتوليد الايروسول. تَم تصميم هذه المنتجات بحيث تنبعث منها مستويات أقل بكثير من المواد الكيميائية الضارة مقارنة بدخان السجائرمن خلال إلغاء عملية الاحتراق. ومع ذلك، على الرغم من انخفاض مستويات المواد الكيميائية الضارة بشكل كبير، إلا أنه لا يتم القضاء عليها كلياً. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي معظم المنتجات على النيكوتين، وهو مادة تسبب الإدمان. لهذا السبب نقول أن هذه المنتجات ليست خالية من المخاطر. ولكن بالتأكيد تبقى هذه المنتجات المدعومة بالاثباتات العلمية الخيارألافضل من الاستمرار في تدخين السجائر.
كما أظهرت الدراسات العلمية حول نظام تسخين التبغ الخاص بشركة فيليب موريس انترناشونال أن نسبة المكونات السامة هي أقل بنحو 90 و 95٪ مقارنة بالسيجارة المرجعية. كما لدينا عدداً من الأثباتات العلمية، سواء الصادرة عن صناعة التبغ أو تلك المستقلة، التي تُظهران منتجات التبغ المسخَّن هي بدائل أفضل من الاستمرار في التدخين، وتتوافق جميعها بأنها على الأرجح تقلل من المخاطر.