أكد المهندس آسر حمدي خبير التطوير العقاري وعضو غرفة التطوير العقاري بإتحاد الصناعات على أن زيادة تكلفة بناء المبانى الذكية والمستدامة قليلة وتتراوح من ٥ % إلى ٧ % فقط، وذلك على أعلى تقدير طبقا لأحدث الدراسات التي قام بها المتخصصين في هذا الشأن، وأن هذه الزيادة طفيفة إذا تم مقارنتها بما يعود علينا من فوائد كثيرة خاصة توفير المياه والكهرباء ومصادر الطاقة الأخرى، وأن هذه الفائدة ستعود أيضا بالنفع على المستهلك، ولن يتأثر بالزيادة القليلة في سعر المتر عند شراءه في هذه المباني، حيث يقل معدل استهلاكه، كما تصل نسبة التوفير في فواتير المياه والكهرباء إلى ٢٥%.
وأضاف المهندس آسر حمدي في مداخلة هاتفية لبرنامج (الي بنى مصر )، أن الحكومة قد اتجهت في الفترة الحالية في مشاريعها القومية بالاهتمام بالمباني الذكية والمستدامة، خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك في إطار تحقيق التنمية المستدامة والعمل على الحفاظ على موارد الأرض والطبيعة للأجيال القادمة، واستغلال وتوجيه هذه الأموال المتوفرة والناتجة عن تقليل استهلاك الكهرباء والطاقة في مجالات مختلفة كالصحة والتعليم والتنمية الشاملة للدولة، فيمكن مثلا عمل محطات تحلية للمياه خاصة وأن المرحلة القادمة هي مرحلة الشح المائي كما يطلقون عليها، عوضا عن إنشاء محطات كهرباء جديدة، أو تقديم دعم للكهرباء.
وذكر أن هناك تشابه بين المبنى المستدام و المبنى الذكي ولكن هناك اختلاف أيضا، فالمباني الذكية هي التي تتوافر فيها السينسور أو الاستشعارات، بحيث لا تعمل الإضاءة أو المياه أو التكييف إلا في وجود أو مرور إنسان، أما المباني المستدامة فهي المياني التي تحافظ على البيئة بطريقة أكثر شمولا، بحيث تكون مواد البناء المستخدمة في بنائها مواد صديقة للبيئة، مثلا لو افترضنا بناء مبنى مستدام في شرم الشيخ، فيمكن استخدام الحجر الرملي المتوفر هناك في بناءه، مشيرا إلى أن ٩٠% من مباني العاصمة الأردنية عمان قد تم بنائها بالحجارة المقدسية وهي حجارة بيضاء متوفرة هناك في جبال الأردن، ولم يستخدم فيها الأسمنت غير بنسب قليلة جدا.
وأوضح أنه في مصر يتم استخدام الطوب الأحمر في البناء والذي نستخرجه من الأرض، وأن هذا يعد إهدارا للرقعة الزراعية، موضحا أن استخدام الطوب الأسمنتي المنتشر في مصر يعد كذلك ملوثا للبيئة وغير آمن عليها.
وقال أن المبنى المستدام هو المبنى الذي يسبب أقل أضرارا للبيئة، وأن ٩٠% من المواد المستخدمة في بنائه من البيئة نفسها المحيطة به، مضيفا أن كمية الانبعاثات الكربونية يجب أن تكون أقل ما يمكن.