تشهد مصر حاليا مجموعة من الإنجازات وتطور البناء مع رغبة الدولة فى زيادة الرقعة العمرانية عبر مشروعات قومية عملاقة، وأعادت الفترة الحالية للأذهان مشاهد من حكم أبرز حكام أسرة محمد على لمصر “الخديوى إسماعيل”، الذى شهد عهده تطور كبير فى العمران، ونهضة علمية أفسدتها العوامل السياسية وتربص القوى الخارجية بمصر فى تلك الفترة.
يُعد الخديوى إسماعيل المؤسس الثاني لمصر الحديثة مؤسس القاهرة الخديوية أو ما بات يعرف باسم “وسط البلد” بالتعبير الدارج الآن، حيث نسب إليه تطوير الملامح العمرانية والاقتصادية والإدارية في مصر بشكل كبير بعد إنجازات جده “محمد علي”، كما يُعد خامس حكام مصر من الأسرة العلوية وذلك من 18 يناير 1863.
صدي البلد عقارات يرصد لكم أهم معالم العمران فى فترة حكم الخديوى إسماعيل، مع بعض التشابهات بالفترة الراهنة.
قناة السويس في عهد الخديوى إسماعيل:
انتهى العمل فى حفر قناة السويس في نوفمبر 1869 بعد تولى الخديوى إسماعيل للحكم بفترة وجيزة، وتم اتصل مياة البحر الابيض بالبحر الأحمر، واستمر العمل لمدة عشر سنوات، وبلغ طول القناة 164 كيلو متر ، وانشئت على شاطئها مدينة بورسعيد والاسماعيلية ، وافتتحت للملاحة يوم 17 نوفمبر سنة 1869 .
وفى العهد الحديث بدأت مصر فى في حفر توسعات إضافية فى القناة الجديدة ، والتى تم افتتاحها في 6 أغسطس 2015، وهي عبارة عن فرع بطول 35 كيلومترا يمر بموازاة قناة السويس الأصلية التي يبلغ طولها 190 كيلومتر، ويهدف المشروع إلى مرور السفن في الاتجاهين دون توقف في مناطق انتظار داخل القناة وكذلك تقليل زمن العبور مما يسهم في زيادة الإقبال على استخدام القناة ويرفع من درجة تصنيفها.
الإصلاح العمراني في عصر إسماعيل :
حيث أسس القاهرة الخديوية الذي تعرف الان باسم “وسط البلد”، حيث تم تخطيط شوارع وميادين جديدة، وانشأ أحياء بأكملها، كحي الإسماعيلية، والتوفيقية، وعابدين، وميدان الأوبرا، ونظم جهات الجزيرة، والجيزة، بعد أن أنشأ بها القصور العظيمة، وأنشأ حديقة النبات بالجيزة، وكان لفتح الشوارع والميادين والأحياء الجديدة فضل كبير في توسيع المدينة وتجميلها، وتوفير الهواء النقي وتدبير الوسائل الصحية للسكان، وارتفاع قيمة الأراضي والمباني وازدهار العمران.
كما تم بناء مسرح الكوميدي ومسرح الأوبرا، وتم تنسيق حديقة الأزبكية، وأنشأ الطريق المعبد بين القاهرة والأهرام “شارع الهرم”، ومد أنابيب المياه في أحياء المدينة لتوزيع مياه النيل العذبة في البيوت .
وحاليا تبذل الدولة مجهودات كبيرة لإعادة الحياة لقطاع الطرق والنقل والكباري، حيث تم تطوير منظومة النقل الجماعي بإدخال أتوبيسات جديدة بجودة عالية على مستوى المحافظات، وتنفيذ 199 مشروعا في الطرق الرئيسية والداخلية بإنشاء طرق وكباري ومحاور وتطوير هيئة السكك الحديدية.
كما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مشروع مصر بدون عشوائيات “سكن آمن لكل المصريين” ، حيث انتهت من تطوير 312 منطقة وتنفيذ 108 مشروعات لمدة الجيل الرابع، أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة وسوف نتناولها بكل التفاصيل، وتم بناء أيضا رفح الجديدة والعلمين الجديدة للتخفيف عن الكتل السكانية الحالية، وبناء مليون وحدة سكنية.
العاصمة الجديدة:
انتقل الخديوى إسماعيل بالعاصمة ومقر الحكم من قلعة الجيل لقصر عابدين، والذى أمر الخديوى ببناءه ونسبة المنطقة لأحد قادة الجيش الذى امتلك قصرا صغيرا بالمنطقة، وتنشئ مصر حاليا العاصمة الادارية الجديدة والتى تُعد مدينة ذكية جديدة، وتقع على حدود مدينة بدر، في المنطقة ما بين طريقي القاهرة السويس والقاهرة العين السخنة، مباشرةً بعد القاهرة الجديدة ومدينة المستقبل ومدينتي، وتبلغ المساحة بالكيلومتر حوالي 714 كم2، أي ما يعادل مساحة دولة سنغافورة وأربعة أضعاف مساحة واشنطن تقريبًا، أما عن مساحة العاصمة الإدارية الجديدة بالفدان فهي 170 ألف فدان.
تتميز العاصمة الجديدة بفخامة التصميم المعماري المستوحى من التصميمات الأوروبية العالمية، البحيرات الصناعية، نظام لتوليد الكهرباء في حالة انقطاعها، سهولة إتمام المعاملات الحكومية؛ نظرًا لنظام الهيئات الحكومية الجديد بالعاصمة، اتساع الشوارع ، سهولة التنقل منها وإليها.
النهضة التعليمية و الثقافية في عصر الخديوي إسماعيل:
فى عهده تم زيادة ميزانية نظارة المعارف ،وتم تكليف علي باشا مبارك بوضع قانون أساسي للتعليم، وأيضا تم تكليف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ في مصر، وأنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر وهى مدرسة السنية، وأنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين ، وتم إنشاء دار الكتب وأيضا إنشاء الجمعية الجغرافية ودار الآثار المصرية ،و ظهرت الصحف مثل الأهرام والوطن ومجلة روضة المدارس .
وتسعى مصر حاليا لتطبيق منظومة التعليم الجديدة التي تعتمد على الابتكار والفهم وحولت الاختبارات من ورقية إلى إلكترونية، وتقوية شبكات الإنترنت بالمدارس، وتسليم الطلاب أكثر من 2 مليون تابلت وافتتاح 41 مدرسة يابانية بالمحافظات والعمل على بناء 55 مدرسة أخرى ليرتفع ترتيب مصر من جودة التعليم عالميا من المركز قبل الأخير إلى 74 عالميا.
والأمر ذاته في التعليم الجامعي، حيث ارتفعت أعداد الجامعات الحكومية لتصل إلى 27 جامعة مقررة بـ 23 عام 2014، وتم إنشاء الجامعات التكنولوجية لتطوير التعليم الفني، وزيادة موازنة التعليم العالي والبحث العلمي بنسبة 160% لتصل لـ 65 مليار جنيه مقررة بـ 25 مليار عام 2014.
تطور الإصلاح القضائي في عهد الخديوي إسماعيل:
تم خلال عهد الخديوى إسماعيل تحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد على إلى مجلس شورى النواب، وهو أول برلمان فى مصر وافريقيا والشرق الأوسط، وأتاح الخديوى للشعب اختيار ممثليه و افتتحت أولى جلساته في نوفمبر 1966 ، وأنشأ اول مجلس للنظار فى 28 اغسطس سنة 1878 وكان برئاسة نوبار باشا ، أصبح للمجالس المحلية حق النظر في الدعاوى الجنائية والمدنية ، انحصار اختصاص المحاكم الشرعية في النظر في الأحوال الشخصية ، إلغاء المحاكم القنصلية وتبديلها بـالمحاكم المختلطة.