سيتي سكيب 2025.. غياب الكبار عن نسخة المعرض في مصر.. وحضور قوي لهم خليجياً
انتهت أمس السبت فعاليات النسخة الــ14 لمعرض سيتي سكيب العقاري، والذي يعد أهم معرض عقاري في مصر، منذ تأسيسه في عام 2011، وخلت النسخة الأخيرة من أبرز وأهم اللاعبين بالسوق العقاري المحلي، حيث شاركت واحدة فقط من أكبر 10 شركات بالسوق المصري “وفقا لتقرير ذا بورد كونسالتينج” بالمعرض وهي مدينة مصر للإسكان والتعمير، بعكس العام الماضي الذى شهد مشاركة أوسع للشركات الأبرز بالسوق في نسخة المعرض المصرية.
وقد بدأ تخلف كبار المطورين عن المشاركة فى سيتي سكيب مصر قبل سنوات معدودة، واستبدل البعض المشاركة بنسخة المعرض التي تنعقد في مصر بالاشتراك فيه بدول أخري بالمنطقة مثل السعودية وقطر، ولأول مرة يخلو معرض سيتي سكيب من شركات التسويق العقاري الكبري “البروكر” العام الجاري، بسبب “الخناقات” بحسب مصدر في إنفورما المنظمة للمعرض.
حيث أوضح مصدر بإدارة التسويق في إنفورما، أن النسخة الأخيرة من المعرض افضل تنظيميا رغم غياب كبريات الشركات العقارية المحلية عنها، فقد شهدت تواجد مكثف للمستثمرين المصريين والأجانب علي مدار 4 أيام، مع غياب المشكلات المتكررة بسبب شركات “التسويق العقاري- البروكر”، فالعميل فى نسخة المعرض الأخيرة لا يتم محاصرته أو تحويله من مشروع لمشروع أو من شركة إلي شركة، بل هو يأتي لمشروعات محددة ويتعامل بشكل مباشر مع إدارة المبيعات بالشركات وهو أمر أفضل له وللشركات، وخاصة أن آخر نسخ “سيتي سكيب” شهدت تواجد كبير للبروكر التابعين لأحدي شركات التسويق لدرجة أن عددهم كان يعادل عدد عملاء المعرض وهو ما أثر علي التعاملات داخل المعرض وتنظيم عمليات الدخول والخروج وكذلك أثر علي العملاء سلبا لأننا رصدنا شكاوي متكررة من هذا الأمر.

وتابع، أن النسخة الحالية تغيبت عنها كبريات الشركات المحلية لأسباب ترجع إليهم لم تعلمنا أي منهم بمطالب لم نحققها أو بمشكلات تتعلق بالإدارة وتخاذلنا عنها علي العكس دائما نتعاون معا لحل أي مشكلة وتحقيق أفضل فرص للعارضين والعملاء، وقال المصدر أن عدم مشاركة بعض كبار المطورين فى النسخة الأخيرة قد يرجع لهدوء المبيعات العقارية فى النصف الأول من العام، موضحا، أن لدينا عدد من الشركات الهامة متواجدة من بينها الأهلي صبور ومدينة مصر وتطوير مصر وإنرشيا وغيرها.
وقال، إن نسخة المعرض الحالية شهدت تواجد 4 شركات أجنبية تسوق لمشروعات خارج مصر في 4 وجهات هي “الإمارات، عمان، تركيا، اليونان”، وهو أمر غير جديد علي المعرض لكن العدد أكبر خلال نسخة العام الحالي وشهدت أجنحة هذه الشركات زيارات كبيرة خاصة التي توفر فرص شراء عقار فى اليونان لإمكانية الحصول علي الإقامة فى أوروبا لمدة طويلة فى حالة شراء العقارات بها.

وبمحاولة الاتصال بممثلي شركتي ذا أدريس وكولدويل بانكر رفض أحدهم التعليق قائلا “لم نشارك العام الجاري ولا يمكننا التعليق علي المعرض”، ومن جانبه قال محمد خفاجي “بروكر” أن نسخة العام الحالي من المعرض أقل زخما لكن أكثر تنظيما، مشيدا بغياب شركتي التسويق الأكبر عن المشهد بسبب خناقات البروكر بكلتا الشركتين معا لاختطاف العملاء بداية من جراج المعرض وصولا إلي خارج القاعات مما أثار سأم الزوار وقلص فرص البيع الفعلي لعدم ثقة العميل.
وتابع خفاجي، أنه رغم أهمية دور التسويق إلا أن آخر نسخ المعرض تحولت لتزاحم كبير بدون نتيجة فعلية، وعدد المسوقين التابعين لشركتي التسويق كان يعادل عدد العملاء، وأغلبهم من صغار السن الذين يفتقدون للاحترافية فى التعامل مما سبب تخوف لدي العملاء، فدور المسوق العقاري “البروكر” ليس البيع فقط بل هو مستشار عقاري مؤتمن ينصح العميل بالأفضل له فى ضوء احتياجاته وميزانيته ويمنحه الاختيار الأفضل وليس الاختيار الذي يمنحه عمولة أكبر.
من جانبه، فسر المهندس محمد البستاني، رئيس جمعية المطورين العقاريين، وأحد المشاركين بالمعرض العام الحالي علي غياب بعض الشركات المعتادة علي التواجد بالمعرض سنويا بعدة أسباب مرجحا أنها قد تكون أدت لغيابهم عن المعرض، وأبرزها زيادة التكلفة لأجنحة المعرض فسعر المتر مرتفع بخلاف تكلفة التجهيز التي قد تعادل سعر المتر، وبعض الشركات تحتاج لإدارة أموالها بصورة تسمح لها بالتنفيذ خاصة مع بعض العوامل التي أدت إلي التأخير الفترة الماضية وتزامنها مع ارتفاعات كبيرة فى تكلفة التنفيذ للوحدات، وأوضح أنه من الوارد يضا أن يكون سبب تخلف بعض الشركات عن التواجد فى المعرض رغم أهميته الكبيرة هو الرغبة فى المشاركة فى معارض أخري داخل وخارج مصر لمخاطبة شرائح أخري من العملاء، ولكن نسبة المشاركة كبيرة وجيدة والتنظيم كان متميز والتواجد الحكومي كان هاما ومؤثرا.
وشهد المعرض في نسخته الأخيرة عروض من بعض الشركات العقارية مثل اشتري شقة وأخري هدية من ريبورتاج، ومدد تقسيط طويلة تصل لــ15 سنة لبعض الشركات، حتي الشركات خارج المعرض وفرت عروض تقسيط من 10 إلي 15 سنة بالتزامن مع فترة المعرض، وهي نفس العروض التي ظهرت في بداية العام الجاري من عدد من كبار المطورين علي رأسهم بالم هيلز وطلعت مصطفي في تلك الفترة، وأثارت وقتها قلقا حول وضع السوق العقاري لأن مدد التقسيط الطويلة تعني أعباء مالية للمطورين مما يعكس حالة من التباطؤ أو الركود النسبي للقطاع.
وتخوف أحد العارضين المشاركين بالمعرض من أن يكون عزوف الشركات الكبري عن التواجد فى سيتي سكيب والخروج منه بشكل تدريجي هو تكرار لما حدث من معرض اوتو ماك فورميلا الذي تنظمه إنفورما أيضا، والذي توقف فى فترة ما بين 2018 2025 بسبب وضع السوق والأوضاع العالمية ووباء كورونا، وتم تداول عدة أخبار عن عودته ولكن لم يعد يحظي بنفس الاهتمام مثل بداياته فى 1995 حتي وقت التوقف في 2018.