جيه إل إل: ارتفاع معدلات الإشغال في قطاع الضيافة في القاهرة إلى 70% في شهر نوفمبر على خلفية زيادة أعداد السائحين
أصدرت جيه إل إل، المتخصصة فى الاستشارات والاستثمارات العقارية، أحدث تقاريرها تحت عنوان “لمحة عامة على أداء سوق العقارات في القاهرة خلال عام 2023”. وأشار التقرير إلى أن العاصمة المصرية الزاخرة بالأماكن التاريخية والثقافية المذهلة لا تزال تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم، وهو ما اتضح جلياً في أداء قطاع الضيافة المبهر خلال الربع الأخير من عام 2023. كما حافظ قطاعا الوحدات السكنية والمساحات المكتبية في العاصمة المصرية على مرونتهما، وشهد سوق منافذ التجزئة، على الرغم من مواجهته عدداً من التحديات الكبيرة، حالة من الديناميكية التي كان يحتاجها بشدة بفضل نمو العلامات التجارية المحلية للأزياء والمأكولات والمشروبات.
وعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى حدوث تباطؤ مؤقت في نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال عامي 2024 و2025، نظراً للتحديات الاقتصادية المستمرة التي تواجهها البلاد بما في ذلك زيادة مستوى التضخم وارتفاع أسعار الفائدة ونقص النقد الأجنبي والقيود على الواردات، حافظ قطاع العقارات المصري بشكل عام على حالة الزخم الإيجابي. وقد أشار التقرير إلى أن القطاع يستغل نقاط قوته جيداً للتكيف وإيجاد فرص للنمو.
ولا شك أن أعداد السياح في مصر، التي نمت بمعدل يصل إلى 8 أضعاف معدل نمو السياحة العالمية البالغ 4.5%، كان لها دور محوري في تحفيز النمو الإجمالي. وخلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023، استقبلت مصر حوالي 13.9 مليون سائح، بزيادة قدرها 36% تقريباً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وسجل شهر أكتوبر 2023 استقبال ثاني أكبر عدد من السياح الوافدين إلى مصر في شهر واحد بواقع نحو 1.3 مليون سائح (بزيادة قدرها 8% مقارنة بشهر أكتوبر 2022). ومن اللافت أن المركز الأول كان من نصيب شهر أكتوبر أيضاً ولكن في عام 2010.
ومن جانبه، صرح أيمن سامي، رئيس مكتب جيه إل إل مصر، قائلاً: “يؤكد الطلب السياحي سريع النمو وزيادة الإنفاق على البنية التحتية للترفيه و السياحة مجدداً على المكانة القوية لسوق الضيافة في مصر، والذي من المتوقع أن يستمر في النمو خلال السنوات المقبلة. وتعد السياحة ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد المصري. ومن المتوقع أن يعزز الإعلان عن العديد من المشاريع الجديدة في العاصمة القاهرة وغيرها من المدن المصرية الرئيسية خلال عام 2023 النمو القوي لقطاع الضيافة وأن يخلق حالة من الزخم التصاعدي عبر قطاعات العقارات الأخرى”.
وأضاف افتتاح فندق والدورف أستوريا هليوبوليس التابع لعلامة هيلتون العالمية خلال الربع الأخير من العام الماضي حوالي 250 غرفة إلى سوق الضيافة في العاصمة ليصل إجمالي المخزون إلى حوالي 28 ألف غرفة. وقد أبدى مشغلو الفنادق العالمية اهتماماً أكبر بمنطقة غرب القاهرة مقارنةً بشرق القاهرة حيث بدأ مشغلو الفنادق في توسيع نطاق أعمالهم من خلال تدشين مشاريع جديدة في عام 2023 للاستفادة من إمكانات النمو في جانب العرض. وفي عام 2024، من المتوقع تسليم أكثر من 1500 غرفة، أغلبها في فنادق من فئة 4 و5 نجوم.
وبلغ معدل الإشغال على مستوى العاصمة القاهرة 70% حتى شهر نوفمبر 2023، مما يعكس زيادة سنوية بنحو 100 نقطة أساس، إلا إن متوسط أسعار الغرف اليومية وإيرادات الغرف المتاحة انخفاضاً بنحو 7% و6% على الترتيب خلال نفس الفترة.
المرونة والقوة في قطاع الوحدات السكنية
شهد السوق دخول 23 ألف وحدة سكنية في عام 2023 ليرتفع زيادة إجمالي المخزون من الوحدات السكنية إلى ما يقرب من 268 ألف وحدة. وفي عام 2024، من المتوقع إنجاز حوالي 33 ألف وحدة، معظمها شقق ضمن مشاريع متعددة الاستخدامات.
وشهدت السوق الثانوية ارتفاعاً جديداً وملحوظاً في أسعار البيع والإيجار، ولاسيما خلال الربع الأخير من عام 2023. وجاء هذا الارتفاع تماشياً مع الضغوط التضخمية المرتفعة والطلب النشط من المشترين الذين يتطلعون إلى التحوط ضد التضخم وانخفاض قيمة العملة. ففي مدينة السادس من أكتوبر، ارتفع متوسط أسعار البيع خلال الربع الأخير من عام 2023 بنسبة 56% مقارنةً بنسبة 63% في القاهرة الجديدة، بينما ارتفعت الإيجارات في المدينتين بنسبة 25% و30% على الترتيب.
ومع توقع استمرار الانخفاض المحتمل في قيمة العملة وتضخم التكاليف اللاحق على مدار عام 2024، يقوم المطورون بإعداد وتعديل أسعار البيع على الخارطة بدقة لتعويض الخسائر والحفاظ على هوامش ربح جيدة للمضي قدماً في مشاريعهم. وعليه، من المتوقع أن تستمر أسعار البيع في القاهرة في الارتفاع على المدى القصير إلى المتوسط.
المفاهيم المحلية تتيح فرصاً للنمو على الرغم من التباطؤ في نشاط قطاع منافذ التجزئة بشكل عام
لم يشهد عام 2023 إنجاز سوى عدد محدود من مشاريع منافذ التجزئة والتي أضافت 83 ألف متر مربع فقط إلى سوق منافذ التجزئة في القاهرة. ولكن من المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بمقدار خمسة أضعاف في عام 2024 (أي 447 ألف متر مربع)، وسيكون للقاهرة الجديدة نصيب الأسد من المشاريع الجديدة، والتي ستكون في الغالب عبارة عن مراكز تجارية محلية وتوسعات لمراكز التسوق القائمة.
ومع تقلص القوة الشرائية للمستهلكين وسط ضغوط التضخم، سيركز أصحاب العقارات في عام 2024على مفاهيم تتيح لهم توليد ربح فوري للحد من الخسائر وتعويض بعض الخسائر المتكبدة خلال السنوات الأخيرة والتخفيف من الضغوط الناجمة عن الإنفاق على منافذ التجزئة. هذا وينضوي العام 2024 على فرص جديدة واعدة، إذ يدفع ارتفاع الأسعار علامات الأزياء المحلية عالية الجودة وميسورة التكلفة إلى التوسع خارج قنوات التجارة الإلكترونية الخاصة وتدشين منافذ خاصة بها في مراكز التسوق.
وعلى صعيد الأداء، من المتوقع أن يحافظ متوسط أسعار الإيجارات في مراكز التسوق الرئيسية والفرعية على استقراره عند مقارنته بالربع الأخير من عام 2023، ولكن عند المقارنة بالعام الماضي، نجد أن متوسط الإيجارات قد ارتفع بنسبة 11% و9% على الترتيب. وفي الوقت نفسه، انخفض متوسط معدل الشواغر انخفاضاً طفيفاً من 10% في الربع الأخير من عام 2022 إلى 9% في الربع الأخير من عام 2023.
استمرار الطلب على المساحات المكتبية عالية الجودة
شهد العام 2023 تسليم حوالي 136 ألف متر مربع من المساحات المكتبية ليصل إجمالي مخزون السوق إلى حوالي مليوني متر مربع. ومن المتوقع تسليم ما يقرب من 570 ألف متر مربع من المساحات المكتبية خلال عام 2024، وتتركز المساحات الجديدة في العاصمة الإدارية الجديدة، وتليها مباشرة القاهرة الجديدة وغرب العاصمة.
كما شهد الربع الأخير من عام 2023 انخفاضاً في متوسط الإيجار السنوي للمساحات المكتبية على مستوى المدينة بنسبة 3% مقارنة بنفس الفترة من عام 2022، ليصل إلى 362 دولاراً للمتر المربع. كما ارتفع متوسط معدل الشواغر خلال الربع الأخير من 2023 إلى 10% مقارنة بـ 8% خلال الفترة ذاتها من العام 2022.
وعلى الرغم من البداية البطيئة في عام 2023، شهد سوق المساحات المكتبية انتعاشاً متواضعاً خلال النصف الثاني من العام مع زيادة الاستفسارات وزيادة اهتمام المستأجرين، لاسيما بالمساحات المكتبية الصغيرة. وفي منطقة القاهرة الجديدة، يتزايد الطلب على المساحات المكتبية ذات الجودة العالية والتجهيزات الشاملة.
ومن الملاحظ أيضاً تزايد الإقبال على مساحات العمل المشتركة في القاهرة. ففي عام 2023، أطلقت شركة آي دبليو جي، الموفر العالمي لمساحات العمل، أربعة مراكز أعمال تحت العلامة التجارية “ريجس” حيث تتطلع المزيد من الشركات إلى توسيع نطاق أعمالها في العاصمة المصرية خلال العام المقبل.