تعرف على إجابات أهم الأسئلة الشائعة حول التدخين فى ظل انتشار فيروس كورونا
“يعانى العالم اليوم من أزمات صحية بالغة الخطورة نتيجة ظهور وانتشار الكثير من الأمراض والأوبئة ومنها فيروس كورونا بمتحوراته المتتالية.
ويعد جهاز المناعة من أهم أجهزة الجسم التي تتحمل تبعة مواجهة مثل هذه الفيروسات وما ينتج عنها من أمراض، لذلك كان من المحتم معرفة مدي تأثير بعض العادات الضارة على هذا الجهاز الهام والذي يعد خط الدفاع الأول والأكثر تأثيرا في مواجهة هذه الفيروسات.
ولقد اثبتت الدراسات العلمية والطبية التأثيرات السلبية لتدخين السجائر والشيشة على صحة الإنسان وأجهزة جسده بشكل عام وخاصة الجهاز المناعي مما يتسبب في عدم القدرة على مكافحة العدوى. بالتالي يعد الإقلاع عن التدخين من أكثر السلوكيات المفيدة لصحة الإنسان خاصة في زمن “الكورونا” نظرا لما يحققه من فوائد صحية فورية.
هذه مجموعة من الإجابات عن أكثر الأسئلة التي تطرأ على الأذهان، يجيب عنها الدكتور أيمن بعيص أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة الإسكندرية.
بداية، هل يتعرض المدخنين لمخاطر أكبر من غيرهم عند تعرضهم للإصابة بفيروس كوفيد-19؟
حتي الأن لا يوجد دليل محدد يشير إلى أن المدخنين معرضون لخطر أكبر، وهناك معلومات متضاربة عن أن المدخنين أقل تأثرا بفيروس كوفيد-19 ولكن عند اصابتهم به تكون النتائج أسوأ من غير المدخنين.
الخلاصة ان تفسير العلاقة بين كوفيد-19 والتدخين تحتاج المزيد من الدراسات. لكن المثبت ان التدخين قد يؤدي الي انتشار العدوى اذا ما تم تداول السيجارة بين مريض بالكوفيد-19 وشخص أخر سليم وغير مصاب
ما هي مخاطر تدخين الشيشة وعلاقتها بالكوفيد -19؟
تدخين الشيشة يحمل جميع المخاطر الصحية الناتجة عن للتدخين، فضلاً عن أن مشاركة الشيشة بين أكثر من شخص يساهم بشكل كبير في نقل العدوى.
التدخين السلبي وعلاقته بمرض كوفيد-19؟
بشكل عام فإن الأشخاص الذين يستنشقون دخان التبغ بشكل غير مباشر معرضون لخطر الإصابة بأمراض الرئة والقلب بشكل متزايد برئتيهم وقلوبهم، خاصة الأطفال نظرا لضعف الشعب الهوائية والرئتين والجهاز المناعي لديهم مقارنة بالبالغين، وحتي الأن لا يوجد دليل محدد على زيادة خطر الإصابة بكوفيد-19 من استنشاق الدخان السلبي ولكن يجب على الأشخاص الذين يدخنون تجنب تعريض الآخرين للتدخين السلبي.
ما هي أفضل طريقة للاقلاع عن التدخين؟
أولا يجب أن يرغب المدخن فعليا في الإقلاع عن التدخين، وبدون توفر الرغبة الحقيقية في التوقف عن التدخين سيكون الإقلاع عن التدخين مهمة صعبة جدا، وهناك طرق عديدة للاقلاع عن التدخين منها أقراص تؤخذ بالفم (وقد تم توفرها حديثا في السوق المصري) وبدائل النيكوتين (لصقات أو علكة وخلافه). وهناك بعض التطبيقات الحديثة التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية لمساعدة المدخنين علي الإقلاع عن التدخين مع المتابعة مع طبيب متخصص للتعامل مع أي أعراض قد تظهر عند التوقف عن التدخين مثل زيادة حدة السعال والوزن الزائد وتغير الحالة المزاجية الي أخره.
وماذا عن المدخنون اللذين يرغبون في الاستمرار بالتدخين؟
دائما ما ننصح بأن الإقلاع عن التدخين هو الاختيار الأفضل لصحة الإنسان، ولكن هناك من المدخنون من يرغبون في الاستمرار بالتدخين، لذلك ننصحهم باستخدام بدائل التدخين الالكترونية المُثبت علميا قدرتها على تخفيض مخاطر وأضرار تدخين السجائر التقليدية، ومنها منتجات التبغ المسخن.
حيث أثبتت العديد من الدراسات والتجارب العلمية – التي تم اجراؤها في أكبر الجامعات والمعاهد الطبية والمؤسسات البحثية – أن عملية حرق التبغ ومكونات السيجارة التقليدية، هي المسئول الأول عن الأمراض الناتجة عن التدخين وليس النيكوتين، لذلك فإن منتجات التبغ المسخن التي تُقصي تماما عملية الحرق وتستبدلها بتسخين التبغ عند درجة حرارة 350 درجة مئوية، يمكنها أن تخفض من المواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان السجائر بنسبة تصل الي 95%.
وبالرغم من قدرة هذه المنتجات على تخفيض المخاطر إلا أنه لا يمكن القول بأنها خالية تماما من المخاطر.
ما هي العلاقة بين السجائر الالكترونية وكوفيد -19؟
يمكن القول بأن السجائر الإلكترونية وسيلة مساعدة فعالة للإقلاع عن التدخين ولا تزال الأدلة على المخاطر الصحية للسجائر الإلكترونية في طور التطور، ومع ذلك فمن الواضح أن التدخين الإلكتروني أقل ضررا من التدخين المعتاد ولكن يظل الخيار الأول والأمثل والأصح هو الإقلاع نهائيا عن أي نوع من أنواع التدخين.
حتي الأن لم يتوفر دليل علي مدي خطورة فيروس كوفيد-19 في مدخني السجائر الالكترونية، أو ان مدخن السجائر الالكترونية أكثر عرضة للعدوي بفيروس كورونا أكثر من أقرانه من غير المدخنين، ولكن الشيء المؤكد هو أن تناول السيجارة الالكترونية بين أكثر من شخص سوف يؤدي حتما الي انتقال العدوي.
الخلاصة
هناك حالة من الغموض والتضارب في نتائج الابحاث التي تكشف عن شكل العلاقة بين التدخين وتأثر المدخنين بفيروس كوفيد-19 ومازلنا في احتياج لإجراء الكثير من الأبحاث لإزالة هذا الغموض والوصول الي الحقيقة، لكن الحقيقة المؤكدة ان التدخين له الكثير من الاضرار علي جميع أجهزة الجسم (الرئتين والقلب والاوعية الدموية والمخ والمعدة والأجهزة التناسلية وخلافه) ولذلك كلما أسرعنا في الإقلاع عن التدخين، كلما جنبنا أنفسنا ويلات هذه الامراض اللعينة.
المصدر: معهد الصحة الوطني البريطاني NHS