قال كبير الاقتصاديين في أليانز محمد العريان ، إن قراءة التضخم لشهر يونيو جاءت عند أعلى مستوى لها منذ 41 عامًا ، وهذا لا يترك لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أي خيار سوى رفع أسعار الفائدة بقوة ، مما يفتح الباب أمام زيادة محتملة بمقدار 100 نقطة أساس خلال الشهر الجارى.
وأشار العريان في مقلة لصحيفة فاينانشال تايمز، إلي إن القفزة البالغة 9.1% في مؤشر أسعار المستهلك ستؤدي إلى مزيد من تآكل مصداقية البنك المركزي بعد أن كان صناع السياسة في السابق مصرين جدًا على أن الأسعار المرتفعة كانت مؤقتة.
وكتب العريان: «ليس أمام الاحتياطي الفيدرالي الآن خيار سوى الرد بقوة». «من المؤكد أن ترفع أسعار الفائدة بمقدار 0.75 نقطة مئوية في وقت لاحق من هذا الشهر ويمكن أن يفكر المجلس في زيادة بنسبة نقطة مئوية كاملة.»
يجدر الإشارة إلي أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيجتمع في 26-27 يوليو، والذي كان قد رفع أسعار الفائدة بالفعل بمقدار 25 و 50 و 75 نقطة أساس في اجتماعات سابقة هذا العام ، مما يعني أن رفع 100 نقطة أساس من شأنه أن يشير إلى مزيد من التسارع في التشديد.
لكنه أشار إلى أن هذا الارتفاع الحاد ورد الفعل السياسي المتأخر يزيدان من مخاطر الركود ، خاصة وأن النشاط الاقتصادي يتباطأ بالفعل.
وأضاف محمد العريان أنه بينما يتجه التضخم للانخفاض خلال الأشهر المقبلة ، أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين أن ضغوط الأسعار مستمرة في الاتساع.
وأوضح: «على هذا النحو ، وخاصة إذا فشل الاحتياطي الفيدرالي في توحيد إجراءاته بسرعة ، سيكون من الحماقة استبعاد فرصة حدوث موجة ثالثة من الضغوط التضخمية التي من شأنها مقاطعة وعكس الاتجاه الهبوطي للأشهر الثلاثة المقبلة».
ونظرًا لأن قراءة التضخم المرتفعة تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن يكون أكثر تشددًا، فإن التداعيات ستتردد عبر اقتصادات العالم الأخرى وستظل حالة عدم اليقين قائمة.
وأكد الخبير الاقتصادي أن قراءة يونيو الساخنة ستضيف إلى ظاهرة ما يسمى بـ «الحرائق الصغيرة في كل مكان» ، لا سيما في الدول النامية.
وقال محمد العريان: «لا شك في أن أحدث أرقام التضخم تدل على أمواج هائجة في المستقبل ، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع في الولايات المتحدة وحول العالم».