قال الدكتور عصام جودة أستاذ أمراض الصدر والحساسية بكلية طب الإسكندرية ، أن الدول المتقدمة تنبهت إلى الأضرار الناجمة عن التدخين وعملت على مواجهتها بخطط توعية شاملة أدت إلى انخفاض أعداد المدخنين سنويا.
وتابع، للتدخين أضرار عديدة؛ منها أن معظم حالات سرطان الرئة هي بين المدخنين، وكذلك أمراض الحساسية سواء بالتدخين المباشر أو السلبي، أما مرض “السدة الرئوية”، فهو مرض يظهر نتيجة للتدخين لسنوات عديدة، مما يؤدي إلى تغيرات في الغشاء المخاطي المبطن للشعب الهوائية والانتفاخ الهوائي بالرئتين، بالإضافة للإصابة بجلطات القلب وأمراضه المختلفة، كما أن التدخين يؤدي إلى قصور بالدورة الدموية لغشاء المعدة ويساعد على إصابة المعدة بالقرحة.
وأوضح جودة، أن علاج التدخين يكون بالعلاج النفسي، عبر جلسات تهدف إلى إحداث تغيير في شخصية المدخّن وطباعه وعاداته وإعطائه النصائح المفيدة حول سبل الابتعاد عن التدخين، مشيرا ألى أنه من المعروف أن النيكوتين يؤدي إلى تعود المدخن عليه، ويمكن علاج ذلك ببدائل التدخين؛ مثل: لبان النيكوتين، وبخاخ النيكوتين، ولاصقة النيكوتين، ولكن كلها لم تثبت فاعليتها، فإرادة الإنسان هي أهم طرق الإقلاع عن التدخين، ويعتبر النيكوتين من أهم مكونات التبغ، ولا يعتبر النيكوتين مادة مسرطنة بصورة مباشرة، وإنما يعمل بصورة غير مباشرة على تقليل إفراز مادة “الإندورفين” الداخلي في الجسم، مما يؤدى إلى إخلال التوازن بين مسببات التسرطن والمواد المحبطة له.
وفي إطار الجهود المبذولة لتقليل مخاطر التدخين، وافقت الكثير من الدول على استخدام تقنيات صناعية جديدة، تؤدى إلى تسخين التبغ بدلًا من حرقه عند درجة حرارة منخفضة لا تتعدى 350 درجة ، مما يقلل نسبة المواد الكيميائية الضارّة الموجودة بالمقارنة بدخان السجائر التقليدية بنسبة تصل إلى 95% وذلك يجعله بديلاً أفضل عن التدخين.
ومع علم الجميع بخطورة التدخين، فإن أغلب المدخّنين يرغبون في الإقلاع، لكن الأمر ليس بهذه السهولة التي يظنها غيرهم، وقد يحتاج الأمر لوسائل مساعدة – إن صح التعبير – ليأتي دور العلم والأبحاث. لذلك يظل عدم التدخين هو الخيار الأصح دائمًا للإنسان، كما يظل الإقلاع عن التدخين هو الخيار الأفضل لجميع المدخّنين، أما من لا يستطيع أو لا يرغب في الإقلاع عنه لأي سبب من الأسباب فلا يجب أن يستمر فيه بالطرق التقليدية، وإنما التحول نحو منتجات بديلة يمكن أن تكون أقل ضررًا، وذلك كخطوة أولى على طريق الإقلاع النهائي عنه.
وهنا أؤكد على أنني لا أروّج للتدخين أو حتى لهذه المنتجات، ولكنني اتحدث من منطلق علمي بحت، وهو أن المدخّن الغير القادر على الإقلاع عن التدخين لا يجب أن يُترك هكذا، خاصة في ظل وجود بدائل تكنولوجية يمكن أن تخفف من أضرار التدخين التقليدي القائم على عملية حرق التبغ.