يستعرض موقع صدى البلد عقارات قصة تسمية شارع أفراح الأنجال بحى المنيرة، والذى تأسست به مركز هام لصناعة الأثاث بالقاهرة لفترة مؤقتة خلال الربع الأخير من القرن الــ19 وحتى بدايات القرن العشرين، ثم انتقلت محلات صناعة الأخشاب بعدها لمناطق مجاورة مثل السيدة زينب ومناطق تجاوره فى نهاية النصف الأول من القرن الماضى.
ويقع شارع أفراح الأنجال في حى المنيرة ويقع هذا الحى بين حى السيدة زينب وحى جاردن سيتي.
وتغير اسم الشارع حاليا لشارع “فاطمة اليوسف” ،حيث يقع مقر المؤسسة الصحفية الشهيرة “روز اليوسف” التى أسستها السيدة فاطمة اليوسف، أو روزةاليوسف وهى إحدى أشهر أسماء الفن والصحافة في مصر فى مطلع القرن العشرين، حتى قيام ثورة يوليو 1952، وهى والدة الأديب المصري احسان عبد القدوس.
وعوده لإسم أفراح الأنجال وسبب تسميته، ففي عام 1873م أمر الخديوي إسماعيل بإقامة الإحتفالات البهيجة إحتفاء بحفل زفاف 4 من أبناءه الخديوي، والأنجال كانوا ثلاثة أمراء وأميرة من أبناء الخديوي إسماعيل ، حيث تم صناعة أثاث قصور الأمراء الأربعة بهذه المنطقة بعد استقدام عدد من الحرفيين المهرة لهذا الغرض.
وكان أكبرهم الأمير توفيق وولى عهد الخديوي إسماعيل والذي تزوج من أمينة هانم بنت إلهامي باشا ابن عباس الأول ولقبت “بأم المحسنيين ” لحبها للأعمال الخيرية .
ثاني الأنجال كان الأمير حسين والذي تزوج من عين الحياة هانم ابنه الأمير أحمد باشا ابن إبراهيم باشا وهى ابنه أخ الخديوي إسماعيل .
وثالث الأنجال هو الأمير حسن والذي تزوج من خديجة هانم بنت الأمير محمد على الصغير ابن محمد علي باشا الكبير مؤسس الأسرة .
ورابعة الأزواج كانت الأميره فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل، والتي تزوجت بالأمير طوسون ابن محمد سعيد باشا والتي لازال التاريخ يذكر محاسنها وحفظ لها مكانة رفيعة. حيث تبرعت الأميرة فاطمة بأكثر من ألف وستمائة فدان فضلاً عن كل مجوهراتها الثمينة لبناء جامعة القاهرة والتي تعتبر أولى الجامعات الحديثة فى العالم العربى.
وأقيمت أفراح الأنجال بداية من يوم 15 يناير عام 1873م ودامت أربعين يوما بلياليها، باعتبار ان لكل عرس من الأعراس الأربعة عشرة أيام ، وتم تسمية الحى الذى شهد الأفراح باسم المنيرة، لكثرة الأنوار التى شهدها خلال أيام الأفراح التى استمرت 40 يوما.
واتخذ القصر العالي مركز للإحتفالات والذي يقع على شاطئ النيل في منطقه جاردن سيتي الأن وهو قصر الوالده باشا وكانت تقيم به الأميره خوشيار قادين والدة الخديوي إسماعيل .
وزينت جميع الشوارع المؤدية للقصر بأبهى الزينات ونصبت أقواس النصر في أهم الميادين وعلى طول الطريق .
وأحى الحفل العديد من أهل الغناء ومن أشهرهم فرقه عبده الحامولي وألمظ ، كما أحى الحفل أشهر الراقصات المصريات ومنهم صفيه وعائشه الطويل وأقيمت الولائم طوال ليالي الأفراح .
ورغم عدم معرفه مصر بالمصابيح الكهربائية في ذلك الوقت إلا ان المنطقة التي كانت خلف القصر من الناحيه الشرقيه والتي كانت عباره عن أرض فضاء واسعة حينذاك ظلت مضائة طوال الأربعين يوما ولذلك سميت من ذلك الحين إلى اليوم بحى “المنيرة
“.
وتم تسميه الشارع بأفراح الأنجال تخليدا لذكرى الأربعين يوما من أفراح الأنجال، والتي كانت أفخم الأفراح التي شهدتها مصر في تاريخها المعاصر من حفلات الزفاف، وظلت أفراح الأنجال يضرب بها المثل لدى المصريين ومظهرا من مظاهر ثراء الملك وعز القصور .