أعلن الدكتور محمد معيط وزير المالية، عن الإطلاق التجريبى لمنظومة «الإيصال الإلكترونى»، الذى يبدأ التنفيذ الفعلى له فى أماكن البيع للمستهلكين خلال ٦ أشهر ونصف، مؤكدًا أننا ماضون بقوة فى تنفيذ التكليف الرئاسى بتعزيز حوكمة المنظومة المالية للدولة، وضغط الجدول الزمنى للانتهاء من المشروع القومى لتحديث وميكنة منظومتى «الضرائب والجمارك» فى مارس ٢٠٢٢؛ بما يُسهم فى توطين التكنولوجيا الحديثة والخبرات العالمية فى التيسير على مجتمع الأعمال، وتحفيز الاستثمار، وخفض حجم الاقتصاد غير الرسمى، وزيادة الناتج المحلى الإجمالى، واستيداء مستحقات الخزانة العامة؛ على نحو يساعد فى تعظيم الإيرادات العامة، وتحسين القدرات المالية للدولة، وتعزيز أوجه الإنفاق على تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتحقيق المستهدفات التنموية والاقتصادية.
وأكد الوزير فى بيان صحفى اليوم، حصل صدى البلد عقارات على نسخة منه، أن نجاحنا فى تطبيق منظومة «الفاتورة الإلكترونية» يدفعنا لاستكمال مسيرة التحول الرقمى بالمنظومة الجديدة «الإيصال الإلكترونى»؛ لتعزيز حوكمة المنظومة الضريبية، من خلال التوظيف الأمثل للحلول التكنولوجية فى متابعة التعاملات التجارية بين الممولين والمستهلكين لحظيًا فى كل منافذ البيع والشراء وتقديم الخدمات بكل أنحاء الجمهورية، موضحًا أن منظومة «الإيصال الإلكترونى» ترتكز على إنشاء نظام مركزى إلكترونى، يُمكِّن مصلحة الضرائب من متابعة جميع التعاملات التجارية لبيع السلع وتقديم الخدمات بين البائعين فى مراكز البيع ومقدمى الخدمات من جانب، والمستهلكين من جانب آخر «B2C» لحظيًا، والتحقق من صحتها، من خلال التكامل الإلكترونى مع أجهزة البيع لدى التجار ومقدمي الخدمات «POS»، عبر تركيب أجهزة مراقبة حركة المبيعات بها، على النحو الذى يسهم فى دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى، والحد من التهرب الضريبى، وإرساء دعائم العدالة الضريبية، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الممولين فى السوق المصرية، وتحصيل حق الدولة.
وقال معيط ، خلال إعلان الإطلاق التجريبى لمنظومة «الإيصال الإلكترونى»، إن شركة «مايكروسوفت»، وشركة «إى. فاينانس» وشركة «إيرنست آند يانج»، وشركة تكنولوجيا وتشغيل الحلول الضريبية «إي. تاكس»، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، تتولى تنفيذ منظومة «الإيصال الإلكترونى» بمصلحة الضرائب، بما يساعد فى تحقيق العديد من المزايا للممولين منها: تسهيل إجراءات الفحص الضريبى، فى أقل وقت ممكن، وإنهاء زيارات الاستيفاء المتكررة، وفحص ملفات إيصالات البيع إلكترونيًا، مع إمكانية الفحص عن بعد، وتسهيل عملية إعداد وتقديم الإقرارات الضريبية، حيث لن تكون هناك حاجة إلى تقديم بيانات إيصالات البيع فى ظل حفظها بقاعدة بيانات مركزية بمصلحة الضرائب، بما يمنحها الحجية القانونية، إضافة إلى حماية المستهلكين وضمان حقهم فى الحصول على خدمة أو سلعة جيدة، مع تسهيل رد البضاعة غير المطابقة للمواصفات، إلى جانب حصر الاقتصاد الرسمى، وغير الرسمى، بطريقة سليمة، وتكوين قاعدة بيانات عن حركة البيع والشراء، وتقديم الخدمات للمستهلكين فى كل الأماكن والأسواق ومنافذ البيع وتقديم الخدمات.
أضاف الوزير، أن منظومة الإيصال الإلكترونى، تُعد آلية ذكية لضمان وصول ما يدفعه المستهلك من ضرائب علي السلع والخدمات من منافذ بيعها إلى الخزانة العامة للدولة لحظيًا، لافتًا إلى أن منظومة الإيصال الإلكتروني ستكون متوافقة مع معظم نقاط البيع لدى تجار الجملة والتجزئة الذين يبيعون للمستهلك النهائى، وأن عملية الانضمام للمنظومة الجديدة ستكون بسيطة، جدًا، وغير مكلفة، ولكنها ستكون إلزامية.
وأشار وزير المالية، إلى أن منظومة «الإيصال الإلكترونى» تأتى استكمالاً لمنظومة الفاتورة الإلكترونية والتي سوف تتكامل معها فى إطار المشروع القومى لتحديث وميكنة «الضرائب»، موضحًا أن أكثر من ٢٧٠٠ شركة انضمت إلى منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى الآن، وأرسلت أكثر من ٥٥ مليون فاتورة إلكترونية؛ بما يعكس نجاحنا فى هذه التجربة التى استطاعت مصر أن تكون من أوائل الدول بأفريقيا والشرق الأوسط فى تطبيقها، والتى نجحنا من خلالها فى كشف أكثر من ٢٨٠٠ حالة تهرب ضريبى، وتم تحصيل فروق ضريبية تتجاوز ٣,٥ مليار جنيه من مستحقات الخزانة العامة للدولة.
من جانبه، أكد الدكتور إيهاب أبو عيش نائب الوزير للخزانة العامة، نجاح وزارة المالية، فى تنفيذ خطتها الاستراتيجية بما تتضمنه من إصلاحات هيكلية بمختلف القطاعات والمصالح الإيرادية، على نحو يسهم فى ضم القطاع غير الرسمي إلى الاقتصاد الرسمى، وتحقيق العدالة الضريبية، ومكافحة التهرب الضريبي، وتحفيز بيئة الاستثمار وتحسين ترتيب مصر فى المؤشرات الدولية، والحفاظ على استقرار الصناعة الوطنية، والتحول الرقمى، والإسهام في تطبيق نظم تحليل بيانات ونظم مخاطر ذات كفاءة عالية، موضحًا أن هناك محاور أساسية للحوكمة، منها مايتعلق بالبيئة التشريعية مثل قانون الإجراءات الضريبية الموحد ولائحته التنفيذية، وقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بما يضمه من حوافز ضريبية، إضافة إلى ما يتعلق بالتحول الرقمي بما فى ذلك مشروعات منظومة الإيصال الإلكتروني «B2C» ومنظومة الفاتورة الإلكترونية «B2B» والإقرارات الإلكترونية، ونظام الضرائب الرئيسي.
وأشار، إلى إعادة هندسة الإجراءات وهيكلة ودمج مصلحة الضرائب بجناحيها «الدخل والقيمة المضافة» الذى بدأ منذ العام الماضى، ويتم استكمال دمج أول منطقة ومجموعة مأموريات الشهر المقبل، وما يرتبط بذلك من التدريب والتأهيل والتواصل الإعلامي والدعم الفني ومركز الاتصالات كنقطة قوة أساسية للمنظومة.
أوضح أنه رغم جائحة «كورونا» وآثارها على الاقتصادات العالمية؛ فإننا استكملنا جهود التطوير، وحققنا نتائج إيجابية، وعلي سبيل المثال: شهد عدد المتقدمين بإقرارات الضريبة على الدخل عام ٢٠٢١ زيادة بنسبة ١١٪ عن العام الماضي، وبلغ معدل النمو في أعداد المسجلين بقواعد بيانات الضريبة على القيمة المضافة بمصلحة الضرائب ١٩٠٪ مقارنة بشهر يونيو ٢٠١٨، بينما وصل معدل النمو في عدد مقدمي إقرارات القيمة المضافة ٤٧٪ مقارنة بشهر يونيو ٢٠١٨ أيضًا، وبلغ معدل النمو في حصيلة إقرارات القيمة المضافة ٢٧٪ خلال العام المالى ٢٠٢٠/ ٢٠٢١ مقارنة بالعام المالى ٢٠١٩/ ٢٠٢٠، مشيرًا إلى أنه بعد أن كانت الفواتير الإلكترونية الشهرية على منظومة الإقرارات الإلكترونية تبلغ ١١ مليون فاتورة من كل المأموريات الضريبية على مستوى الجمهورية، وصلت مع تطبيق منظومة الفاتورة الإلكترونية اللحظية «B2B» بمركز كبار الممولين فقط أكثر من ١٣ مليون فاتورة شهريًا.
فيما أكد رضا عبدالقادر رئيس مصلحة الضرائب، أن منظومة الإيصال الإلكتروني، من أهم مشروعات ميكنة وتطوير المنظومة الضريبية، التى تتسق مع عمليات الإصلاح المالي والإقتصادي، لافتًا إلى أنه بعد نجاح تطبيق منظومة الفاتورة الإلكترونية، بات ضروريًا تطبيق مشروع الإيصال الإلكترونى واستكمال المنظومة الإلكترونية لتغطية جميع أشكال الفواتير «فاتورة، إيصال».
وقال إن منظومة الإيصال الإلكترونى تهدف إلى المساهمة في دمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، وتكوين قاعدة بيانات دقيقة يمكن الاعتماد عليها لاحقًا في تطبيق أنظمة تحليل البيانات ودعم اتخاذ القرار، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الممولين في السوق المصرية، واستيداء مستحقات الخزانة العامة للدولة.